من وهج الثورة إلى نداء الإنسان الجديد

ما من لحظة في تاريخنا الحديث أضاءت سماء التحوّل العميق كما فعلت لحظة السادس والعشرين من سبتمبر التي كانت انفجارًا كونيًا من الداخل الشعبي نحو آفاق الحرية والتغيير. فتحت الأبواب أمام عالمٍ يفيض بالعزّة والكرامة والحرية.
حتى وإن بدا الواقع اليوم مثقلاً بالخذلان، محاطًا بالألم، ومكتظًا بالانتكاسات، فإن وهج تلك اللحظة لا يزال يقودنا كأفقٍ لم يكتمل بعد.
إن جوهر سبتمبر، كما أتأمّله اليوم، ليس مجرّد ذكرى نُحييها كل عام، بل هو نداءٌ مستمر للحفر عميقًا في المعنى، وللسير بثبات نحو ما لم يُنجز بعد. فالثوره ستكتمل بخلق الإنسان الجديد، وبناء وطنٍ يشعر فيه كل فرد أنه شريك في مصير